لعلك قد قرأت وسمعت الكثير عن حمية الكيتو منخفضة الكربوهيدرات مرتفعة الدهون؛ من الناس من يقول بأنها صحية ومفيدة للجسم، ومنهم من يقول بأنها ليست آمنة.
الحقيقة أن حمية الكيتو هي أحد الأنظمة الغذائية المستحدثة في السنوات الأخيرة التي ثبت علميًا أنها تعمل على تقوية صحة الانسان من الناحية العقلية والجسدية وحتى النفسية. إذ تشير الدراسات إلى أن حمية الكيتو تعمل على تحسين الوظائف الادراكية، كما أنها تعطيك شعورًا دائمًا بالحيوية والنشاط. هذا وقد ساعدت هذه الحمية الكثيرين في التخفيف من بعض الأمراض المزمنة.
لمزيد من المعلومات حول فوائد هذه الحمية، انقر هنا.
قبل أن تبدأ بحمية الكيتو، لابد أن لديك بعض الأسئلة. لهذا، حاولنا جمع بعض هذه التساؤلات التي قد تصيب البعض منا متبوعة باجابات نأمل أن تساعدكم في سباق خسارة الوزن مع حمية الكيتو.
هل تناول نظام غذائي مرتفع الدهون آمن؟ ألن أصاب بمرض القلب؟

على مدار العقدين الماضيين ارتبط ارتفاع استهلاك الدهون بأمراض القلب، وبما أن الوجبات الغذائية الكيتونية غنية بالدهون المشبعة، هل هذا يعني أن حمية الكيتو قد تعرضك لأمراض القلب؟
ليست هذه هي الحال على الاطلاق.
إن الفرضية التي تفيد بأن الدهون المشبعة “سيئة” جاءت من حقيقة أن الدهون قد ترفع مستويات الكوليسترول لدى بعض الاشخاص – ولكن ليس جميعهم. الجمع بين ذلك وبين الاعتقاد السائد بأن مستويات الكوليسترول المرتفعة، وخاصة الكوليسترول منخفض الكثافة، هي أحد عوامل الخطر الرئيسية لأمراض القلب، ولكن هل حمية الكيتو مضرة بصحة القلب؟
وجدت الأبحاث الحديثة أن مستويات الدهون الثلاثية MCT والالتهابات هي مؤشرات أكثر دقة من غيرها لأمراض القلب. لا تؤثر مستويات الكوليسترول المرتفعة بدرجة كبيرة على صحة القلب ما لم ترتبط بوجود مستويات مرتفعة من الالتهابات أو الدهون الثلاثية.
حتى في حالة صحة الفرضية بأن “ارتفاع الكوليسترول يسبب أمراض القلب” ، تشير الدراسات إلى أن حمية الكيتو هي حمية غذائية صحية للقلب. على سبيل المثال، شارك 39 رجلاً و 44 امرأة يعانون من السمنة المفرطة في اتباع حمية الكيتو لمدة ستة أشهر، حيث تكون النظام المتبع من استهلاك 30 غرام من الكربوهيدرات، 1 غ / كغ من البروتين، و 80 % من الدهون غير المشبعة الاحادية، وأربعة أضعاف كمية الدهون المشبعة وهذه نسبة أكثر مما تعتبره جمعية القلب الأمريكية نسبة صحية.
خلصت الدراسة إلى أن حمية الكيتو قد “خفضت من مستوى الدهون الثلاثية والكوليسترول الضار والجلوكوز في الدم، وزاد من مستوى الكوليسترول الجيد.”
تبين هذه النتائج أن الأطعمة الغنية بالدهون قد تساعد في الوقاية من أمراض القلب وتحسن من صحة القلب، وذلك لأن حمية الكيتو تخفض من مستويات الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية، ولكن ماذا عن الالتهابات؟
على الرغم من عدم وجود العديد من التجارب السريرية حول آثار حمية الكيتو على الالتهابات، إلا أن الآليات الكيميائية الحيوية التي يتم استنباطها عن طريق الحد من الكربوهيدرات وحرق الدهون للحصول على الوقود لها تأثيرات مضادة للالتهابات في الجسم، وهذا قد يساعد في التخفيف من تصلب الشرايين وصحة القلب.
الخلاصة: الوجبات الغذائية عالية الدهون ليست آمنة فقط، بل فعالة في تحسين الصحة أيضا، وأن تناول الدهون المشبعة بنسب أعلى مما توصي به جمعية القلب الأمريكية لا يعرض لخطر الإصابة بأمراض القلب.
ألا يحتاج دماغي وجسمي إلى الكربوهيدرات؟

الكربوهيدرات مفيدة أحيانًا، لكن الجسم لا يحتاج إلى توفيرها في النظام الغذائي.
لدينا العديد من العمليات الأيضية بما في ذلك توليد الكيتونات (للحصول على الطاقة) وتوليد الجلوكوز (صنع الجلوكوز من ركائز غير الجلوكوز) لتزويدنا بالطاقة من الدهون والبروتينات عند نقص الكربوهيدرات. ومع ذلك، ليس لدينا أي عمليات أيضية يمكننا استخدامها لاستبدال احتياجاتنا من الدهون والبروتين بالكربوهيدرات الغذائية.
تستخدم العديد من الخلايا الموجودة في أجسامنا الكيتونات أيضا لتوفير احتياجاتها من الطاقة. في الواقع، يمكن توفير 75 % من احتياجات الدماغ للطاقة من الكيتونات، في حين أن توليد الجلكوز يستوفي متطلبات الطاقة المتبقية.
الخلاصة: يمكن للجسم أن يحصل على الطاقة دون الكربوهيدرات، ويمكن تحويل الدهون والبروتين إلى جلوكوز وكيتونات للحصول على الطاقة، مما ينفي الحاجة إلى الكربوهيدرات .
هل الحد من الحبوب والفواكه أمر صحي؟
الحقيقة هي أن الفاكهة ليست مصدرًا جيدًا للفيتامينات والمعادن مقارنة بالعديد من الخضروات وكذلك بالنسبة للحبوب، حيث يمكن الحصول على الفيتامينات والمعادن الموجودة في الحبوب بشكل أكبر من اللحوم ومنتجات الألبان وغيرها من الأطعمة الملائمة لحمية الكيتو، وبالعكس قد تمنع أحماض الفيتيك والتانين الموجودة في الحبوب امتصاص بعض الفيتامينات والمعادن.

على عكس الاعتقاد السائد، من الأسهل تناول غذاء صحي مع الحد تماما من الحبوب، ويمكن الحصول على جميع العناصر الغذائية التي تحتاجها من الخضروات والفواكه منخفضة الكربوهيدرات.
فيما يلي قائمة مختصرة بالفواكه والخضروات الملائمة لحمية الكيتو:
- السبانخ
- القرنبيط
- الجرجير
- الليمون
- التوت
- الأفوكادو
- الهليون
- البروكلي
- الزيتون
- البندورة
راجع دليل الخضروات منخفضة الكربوهيدرات لمزيد من الوصفات والاقتراحات.
كذلك نجد أن اللحوم العضوية ( اللحوم من أعضاء الحيوانات المتغذية على العشب) ومنتجات الألبان الملائمة لحمية الكيتو بالعناصر الغذائية الأساسية أكثر من الفواكه والحبوب. على سبيل المثال، يحتوي كبد البقر الذي يتغذى على العشب على فيتامينات ومعادن أكثر من معظم الخضروات المذكورة أعلاه.
إذا لم تكن من محبي الكبد واللحوم الأخرى، فيمكنك تجربة بعض أنواع اللحم اللذيذ والمفيد مثل اللحوم العضوية، مثل سمك فيليه ولحم البقر الذي يحتوي على الكرياتين والمواد المضادة للأكسدة التي تعزز الصحة مثل الغلوتاتيون. للحصول على لحوم عضوية صحية، هناك شركات خاصة قد تساعدك في الحصول عليها.
الخلاصة: الحد من تناول الحبوب والفواكه يمكن أن يجعل نظامك الغذائي أكثر صحة، وذلك ببساطة استبدل الحبوب والفواكه بالخضروات والفواكه منخفضة الكربوهيدرات واللحوم ومنتجات الألبان عالية الجودة الملائمة لحمية الكيتو للحصول على أفضل النتائج.
هل تؤثر حمية الكيتو على الكلى أو تسبب حصى الكلى؟

الادعاء بأن حمية الكيتو ضارة بالكلى جاء من سوء الفهم بأن الكيتو هو نظام غذائي غني بالبروتينات وأن زيادة البروتين تسبب مشاكل في الكلى.
أولاً، حمية الكيتو ليس نظام غذائي غني بالبروتين، بل هو معتدل في محتوى البروتين (15-30 % من السعرات الحرارية من البروتين).
ثانياً، لا يوجد أي دليل على أن ارتفاع مستوى البروتين يسبب تلف الكلى أو تشكل الحصى.
العلاقة الوحيدة بين مستوى البروتين ومشاكل الكلى هي أنه يبدو أن البروتين يزيد من مشاكل الكلى وقد تتشكل نتيجة لذلك حصى الكلى.
سواءً كان لديك تاريخ في مشاكل الكلى أم لا، ستكون آمنًا إذا تناولت كمية معتدلة من البروتينات، أما الذين يعانون من مرض الكلى المزمن سيستفيدون من تناول كمية أقل من البروتينات من (12-15 % من السعرات الحرارية من البروتين).
الخلاصة: حمية الكيتو لا تسبب مشاكل في الكلى ولا تحتوي على نسب عالية من البروتينات.
هل يشكل النظام الغذائي الغني بالدهون ضرر على المرارة ويسبب الاصابة بحصى المرارة؟
عندما تكون المرارة نشطة، تبدأ في تنظيف نفسها وتجديد محتوياتها، أما إذا كانت غير نشطة، فستظل محتوياتها في وضع الخمول وتكون عرضة لتشكيل الحصى.
وهذا يعني أن حصى المرارة نتيجة خمول في عمل المرارة. ما الذي يزيد من نشاط المرارة؟ حمية الكيتو.

السبب وراء إلقاء اللوم على حمية الكيتو في بعض الأحيان هو أن المرارة تقوم بعملية الدفق بسرعة عالية عند زيادة استهلاك الدهون، وهذا النشاط المتزايد سوف يسبب طرد الحصى المتشكلة في المرارة من الجسم نتيجة لاتباع نظام غذائي قليل الدسم.
لذلك، هل نؤيد مقولة بأن اتباع نظام غذائي منخفض الدهون، وليس حمية الكيتو، يسبب حصى في المرارة ؟ “نعم” العلم يؤيد ذلك.
في دراسة أجريت على 51 شخصًا يعانون من السمنة المفرطة ويتبعون نظامًا غذائيًا قليل الدسم (غرام واحد فقط من الدهون يوميًا)، تم فحص المرارة عن طريق الموجات فوق الصوتية قبل البدء باتياع النظام الغذائي وبعد شهر من بدأه، ثم بعد شهرين من اتباع النظام الغذائي.
وجاءت النتائج أنه بعد شهر واحد، 4 من أصل 51 مشارك تشكل لديهم حصى في المرارة، وبعد شهرين، 13 من أصل 51 مشاركا تشكل لديهم حصى في المرارة، واحتاج 3 مشاركين إلى إزالة المرارة أثناء الدراسة.
قارنت دراسة أخرى بين اتباع نظام غذائي منخفض الدهون جدا واتباع نظام غذائي بنسبة دهون أعلى قليلا لمدة ثلاثة أشهر. وكانت النتيجة أن 6 من 11 من الذين يتبعون نظام غذائي منخفض الدهون جدًا تشكلت لديهم حصى في المرارة، ولم يعاني أي من متبعي نظام غذائي بنسبة دهون أعلى من تشكل الحصى.
الخلاصة: تجنب الدهون تماما قد يسبب تشكل حصى في المرارة. وتناول نسبة معتدلة من الدهون يزيد في نشاط وصحة المرارة.
هل حمية الكيتو آمنة للحمل؟

نعم، حمية الكيتو نظام غذائي آمن وصحي للحمل، شريطة اتباع التوصيتين التاليتين:
التوصية رقم 1: تناولي الأطعمة الغنية بالمغذيات الصغرى يوميا
على الرغم من أنه من الجيد تناول الفيتامينات والمكملات الغذائية أثناء الحمل، إلا أن الدراسات تشير إلى أن فوائدها ضئيلة أو شبه معدومة، وقد تكون خطرة. النظام الغذائي الغني بالمغذيات الصغرى أفضل وسيلة لتلبية جميع احتياجات الجسم. من الأطعمة الغنية بالمغذيات مثل لحم الحيوانات التي تتغذى على الأعشاب، وسمك السردين، والخضروات منخفضة الكربوهيدرات مثل السبانخ واللفت والقرنبيط.
خلال فترة ما قبل الحمل وفي أوائل الحمل، من الضروري تناول الأطعمة التي تحتوي على حمض الفوليك مثل الكبد والخضار الورقية الداكنة، كذلك الحصول على كميات مناسبة من فيتامين د (موجود في الكبد والسردين)، ومن اليود (من الأعشاب البحرية والجبن الخام)، ومن حمض DHA (في السردين والأسماك الدهنية).
التوصية رقم 2: زيادة كمية البروتينات المستهلكة
يوصى بزيادة استهلاك البروتينات من 1-1.2 غرام لكل نصف كيلو غرام من الكتلة الخالية من الدهون طوال فترة الحمل والرضاعة الطبيعية. استخدم حاسبة الكيتو ودليل تقدير نسبة الدهون في الجسم لمساعدتك على معرفة الكمية المناسبة لك من البروتين.
التوصية رقم 3: إضافة الكربوهيدرات في أواخر فترة الحمل
في أواخر فترة الحمل وبداية فترة الرضاعة الطبيعية، أضيفي 30-50 غرام من الكربوهيدرات من الفواكه والخضروات الخضراء الداكنة إلى نظامك الغذائي يوميًا. لا تقلقي، ستظلي قادرة على البقاء في الحالة الكيتونية وحرق الدهون، على الرغم من زيادة الكربوهيدرات وسوف تتم تلبية احتياجات الطفل.
الخلاصة: إذا كنت تتبعين حمية الكيتو أثناء الحمل، يوصى بتناول كمية كبيرة من البروتينات ومن المغذيات الصغرى، وزيادة كمية الكربوهيدرات في أواخر فترة الحمل.
هل يمكن اتباع حمية الكيتو أثناء الرضاعة الطبيعية؟

البحوث المتعلقة باتباع حمية الكيتو أثناء الرضاعة الطبيعية غير دقيقة في الوقت الراهن. تفيد التقارير المتوفرة حول بعض الحالات أن الأنظمة الكيتونية صحية بالنسبة لمعظم المرضعات.
يوصى عادة بإضافة 30-50 غرام من الكربوهيدرات من الفواكه أثناء الرضاعة الطبيعية لمساعدة الجسم على إنتاج الحليب. ولا بأس من إضافة سعرات حرارية من الدهون (من 300 إلى 500 سعرة حرارية).
ومع ذلك، تأكدي من الحصول على المشورة الطبية بشأن الأفضل لوضعك وحالتك. الخلاصة: حمية الكيتو لا تؤثر على الرضاعة الطبيعية شريطة زيادة تناول الكربوهيدرات والدهون
هل حمية الكيتو آمنة للأطفال؟

نظرا لأن حمية الكيتو وُضعت في الأصل لعلاج مرض الصرع عند الأطفال، تشيد الكثير من الأبحاث بسلامة أنواع مختلفة من النظم الغذائية الكيتونية للأطفال. النقطة الأكثر أهمية التي يمكن أن نستخلصها من معظم الدراسات هي عدم الحد من البروتينات أو السعرات الحرارية أثناء فترة نمو الطفل، وضرورة تناول المزيد من البروتينات، ولا حاجة إلى زيادة كمية الكربوهيدرات.
يحتاج الطفل من 1 الى 1.2 غرام من البروتين لكل نصف كيلوغرام من كتلة الجسم الخالية من الدهون، وكمية مناسبة من السعرات، ولكن ما كمية السعرات الحرارية الكافية والضرورية للطفل؟
من الصعب حساب كمية السعرات الحرارية الضرورية للطفل اثناء فترة النمو، ولكن طالما توفرت خيارات جيدة ومناسبة في حمية الكيتو والاطعمة الصحية، من الطبيعي أن تلبي احتياجات الجسم.
يمكنك أيضًا استخدام حاسبة الكيتو لتعرف مقدار الكمية الضرورية لطفلك. ويوصى بشرب كمية من الماء (حوالي 2 لتر يوميًا)
الخلاصة: حمية الكيتو آمنة وصحية للأطفال مع مراعاة تناول الكثير من البروتينات والسعرات الحرارية وشرب الماء للحصول كي ينمو طفلك بطريقة صحية ومثالية.
اترك تعليقاً