أحد أسباب اهتمام الناس بحمية الكيتو هو اختلافها الشاسع عن معظم الحميات المتبعة في الأغلب.
أظهرت الدراسات على حمية الكيتو نتائج تفيد عكس ما كان شائعًا حول الحميات مرتفعة الدهون منخفضة الكربوهيدرات، كحمية الكيتو، إذ طالما قيل أنها أكثر الحميات ضررًا بالجسم والصحة. لكن الحقيقة أن هذا غير صحيح البتة!
زيادة نسبة استهلاك الدهون والتخفيف من الكربوهيدرات يقلل من الإصابة بعدة أمراض كأمراض القلب، وداء السكري من النوع الثاني، والسمنة. وفي حال كنت غير معرض لهذه الأمراض الشائعة فلا تزال حمية الكيتو حمية صحية ومفيدة لأنها تساعد في الحصول على بنية جسد أفضل، وترفع من مستوى استهلاك المغذيات الدقيقة، وتحسن من الصحة ومستوى الطاقة بشكل عام.
وكما هو الحال مع العديد من الحميات الأخرى فإنه من الممكن لحمية الكيتو أن تكون غير صحية في حال طُبقت بطريقة خاطئة أو إذا اتبعت من أشخاص لا تتوائم طبيعتهم مع هذه الحمية مرتفعة الدهون منخفضة الكربوهيدرات. لهذا لا بد من الأخذ بالحسبان السؤال الذي أوصلك إلى هذه الصفحة في المقام الأول وهو: “هل حمية الكيتو صحية؟” – وهذه خطوة على طريق معرفة ما إذا كانت حمية الكيتو ملائمة لك أم لا.
ما هي حمية الكيتو؟

حمية الكيتو بأساسها هي الحمية الوحيدة التي تقلل من نسبة الكربوهيدرات بهدف الوصول إلى الحالة الكيتونية والاستمرار عليها.
تفضل معظم الخلايا استخدام السكر الموجود في الدم والذي نحصل عليه من الكربوهيدرات، كمصدر أساسي للطاقة. وباستبعاد الكربوهيدرات التي نحصل عليها من الأطعمة، يبدأ الجسم بحرق الدهون المخزنة بالجسم والدهون التي يحصل مما يتناوله، ليحولها إلى جزيئات يطلق عليها الأجسام الكيتونية (يطلق على عملية الأيض المسؤولة عن هذا عملية توليد الكيتونات).
بمجرد الوصول إلى الحالة الكيتونية فستزيد نسبة انتاج الكيتونات ونسبة الخلايا التي تستخدمها للحصول على الطاقة، حتى تعود لتناول الكربوهيدرات مرة أخرى. تبدأ عملية حرق الكيتونات بدلاً عن السكر للحصول على الطاقة بعد ٣-٤ أيام من البدء بتناول ٣٥ غرام من الكربوهيدرات يوميًا.
يجب الأخذ بالحسبان بأن هذه النتائج تختلف من شخص لآخر، فهناك أشخاص يحتاجوا اتباع نظام صحي مقيد جدًا حتى يتمكنوا من الوصول إلى الحالة الكيتونية.
للتخفيف من استهلاك الكربوهيدرات إلى هذا القدر المتدني جدًا يجب عليك تناول الكثير من الأطعمة التي تتوائم مع الكيتو كاللحوم الدسمة، والبيض، والنقانق، والأجبان، والأسماك، والمكسرات، والزبدة، والزيوت، والحبوب، والخضار منخفضة الكربوهيدرات. تأتي هذه الحمية على النقيض تمامًا من الحميات الأمريكية الاعتيادية التي تتضمن الحصص الغذائية بها من ٥٠٪ من الكربوهيدرات، وبالتالي تحول دون دخول الناس إلى الحالة الكيتونية والاستفادة من فوائدها المتمثلة بتعزيز الطاقة والشعور بالشبع.
تتكرر الأسئلة حول الكيفية التي تؤثر فيها هذه الحمية على أجسامنا كونها تختلف تمامًا عما يتناوله المعظم منا. فهل تُعد الحمية مرتفعة الدهون هذه والتي توصلنا إلى الحالة الكيتونية صحية أم لا؟
هل حمية الكيتو صحية؟

تناولت أولى الأبحاث على حمية الكيتو أطفالاً يعانون من مرض الصرع. وفي الحقيقة كان تطوير هذه الحمية المسؤولة عن الدخول في الحالة الكيتونية بهدف مساعدة هذه الفئة من الأطفال على وجه التحديد.
ما الذي وجده العلماء؟ أظهرت الدراسات بشكل عام أن حمية الكيتو الموضوعة بعناية حمية آمنة وفعالة للأطفال الذين يعانون من الصرع.
وفي سياق هذا الحديث، يهدف معظم الذين يتطرقوا لهذه الحمية خسارة الوزن. فلنرى إذا كانت استراتيجية هذه الحمية تعزز خسارة الوزن حقًا.
وبناءا على ما نُشر من الأبحاث والدراسات حاليًا، فإن حمية مرتفعة الدهون منخفضة الكربوهيدرات لها أثر أسرع في إنقاص الوزن من الحميات التقليدية منخفضة الدهون، أو حتى من حمية البحر المتوسط.
إضافة لذلك فإنه من الجدير أن نعطي اهتمامًا لأثر الكيتو على المؤشرات الصحية الأخرى. فعلى سبيل المثال الجلسيريدات الثلاثية، والكوليستيرول، وسكر الدم، والهيموغلوبين السكري، وضغط الدم، تبين أنها تنخفض عند تقليل نسبة الكربوهيدرات. ومع ذلك فإن معظم الدراسات لم تدم أكثر من ست شهور.
الدليل الوحيد الذي وجدته للآثار طويلة الأمد لحمية الكيتو، هي دراسة مدتها ١٢ شهر. إذ خلصت نتائج الدراسة أن البالغين الذين يعانون من فرط السمنة قد شهدوا نقصان ملحوظ أكثر في الهيموغلوبين السكري، بالإضافة إلى نقصان أكثر في الوزن، كما أنهم خففوا من تناول الأدوية، أكثر من البالغين الذين اتبعوا حميات منخفضة الدهون، محدودة السعرات الحرارية، ومعتدلة الكربوهيدرات.
للحصول على معلومات حول آثار حمية الكيتو المتبعة لفترة أطول من سنة، فعلينا الرجوع إلى قصص النجاح ودراسات الحالة والتي تفيد بأن العديد من الأشخاص استطاعوا الالتزام بحمية الكيتو لسنوات ومنهم لعقود عديدة دون أن تؤدي لأي مشاكل صحية.
إذا كنت ترغب بالتعرف أكثر على الفوائد الصحية للكيتو والدور الذي تلعبه الحمية في التخفيف من حدة حالات معينة، فما عليك سوى أن تقرأ إحدى المقالات التالية والتي تعرض للحالة التي قد تبحث عنها:
- داء الصرع
- داء السكري من النوع الثاني
- داء السكري من النوع الأول
- ضغط دم مرتفع
- مرض الزهايمر
- مرض الشلل الرعاشي (باركنسون)
- ارتفاع مستويات السكر في الدم
- زيادة الوزن /السمنة
- أمراض القلب
- متلازمة تكيس المبايض
- مرض الكبد الدهني
- السرطان
- حب الشباب
- اضطراب التوحد
- داء النقرس
باختصار، الإجابة هي نعم … إن حمية الكيتو حمية صحية. ومع ذلك هنالك أمر هام جدًا ينبغي أخذه دومًا بعين الاعتبار، وهو ينطبق على جميع الحميات أيضًا، ألا وهو: إذا ناسبت حمية ما أحدهم، فهذا لا يعني أنها مناسبة لك أو للجميع.
وبغض النظر عن الحمية التي تتبعها، فإنها لا تكون صحية ومناسبة لك ما لم توضع بطريقة تلائم احتياجاتك.
كيف تتأكد من أن حميتك صحية؟

لتتأكد أن حميتك صحية، يجب أن تتأكد من أنها تؤدي إلى حدوث الأمور الأربعة التالية:
- تساعدك في الوصول إلى بنية الجسم التي طالما حلمت بها. لنواجه الأمر، إن لم تكن حميتك توصلك للنتائج التي تحتاجها فعليك تغييرها. فعندما يتعلق الأمر بإنقاص الوزن فعليك إجراء التغييرات التي تحافظ على نقص في السعرات الحرارية.
- تلبية احتياجاتك من المغذيات الدقيقة. إنه لأمر بالغ الأهمية بأن تزودك حميتك بالفيتامينات والأملاح والمعادن التي تحتاجها للحفاظ على صحتك ولدرء الأمراض. بالرغم من أن إنقاص الوزن أمر ممكن دون تلبية احتياجاتك من المغذيات الدقيقة إلا أنه سيؤثر عليك، فلن تكون بأفضل حالاتك خلال فترة اتباعه.
- تحسن من صحتك العامة وسلامتك. الحمية الصحية تمدك بشعور جيد وصحي بينما تلعب دورًا في تحسين معايير الأهداف الصحية لديك كبنية الجسم وتحاليل الدم. إذا أثرت حميتك سلبًا على مستوى حياتك وتسببت بالشعور بالقلق الغير لازم والمعاناة، فعليك إجراء التعديلات اللازمة. وبناء على ذلك، حتى لو كنت تشعر أنك بأفضل حالاتك، فإن فحوصات الدم ما تزال تظهر بأن صحتك تزداد سوءا. ولذلك فإنه من الضروري تتبع تجربتك الشخصية ونتائجك الموضوعية كالوزن، ومحيط الخصر، وسكر الدم، ومستويات الكوليسترول، الخ.
- تزودك بنظام غذائي يحافظ على النتائج التي حققتها، وصحتك، وسلامتك على المدى البعيد. من الممكن لأي حمية أن تساعدك على تحقيق النتائج المرجوة على المدى القصير، ولكن هل تساعدك فعلاً في المحافظة على قوامك الجديد على الدوام؟ الحمية الأفضل هي الحمية التي تحل محل نظامك الغذائي السابق وينطبق عليها المعايير الثلاث المذكورة في هذه القائمة. اذا كان من الصعب عليك ان تتخيل نفسك ملتزمًا بنظام غذائي ما على المدى البعيد، وإن واجهت صعوبات خلال الالتزام به لمدة قصيرة، فيرجح أن تجد نفسك قد عدت لممارسة عاداتك السابقة ويعود وزنك إلى ما كان عليه.
إذا كانت هذه المعايير الأربعة لا تنطبق على حميتك، وبغض النظر عن كمية الكربوهيدرات القليلة التي تتناولها أو كمية الكيتون التي تنتجها، فإنك ستعاني من مشاكل صحية بطريقة أو بأخرى سواء كانت عقلية، و/أو جسدية، و/أو عاطفية.
لتحدد الحمية الأمثل لك، يجب عليك تجربة العديد من الأنظمة لتجد استراتيجية الحمية التي ستساعدك في تحقيق أهدافك، وتحسين صحتك، والمحافظة على نتائجها.
على سبيل المثال، لنطبق ما طرحته للتو على نظام الكيتو الغذائي، ولنتعلم طرق تطوير أسلوب حياة يتناسب مع حمية الكيتو.
كيفية وضع خطة حمية الكيتو الخاصة بك لإنقاص الوزن بطريقة صحية ونتائج طويلة الأمد
السبب الرئيسي لاتباع الناس لحميات هو خسارة الوزن، وتعد حمية الكيتو من أفضل الحميات لتحقيق هذا المبتغى. وبالرغم من ذلك، لا يكفي أن تساعدك حمية ما على انقاص وزنك كي نعدها حمية صحية لك. هنالك طرق صحية وطرق مؤذية لتحقيق مبتغاك حتى وإن كنت تتبع حمية الكيتو.
كيف تتأكد أن طريقة تخلصك من الوزن الزائد هي طريقة صحية أم لا؟ احرص على أن تتبع معايير إنقاص الوزن التالية:

- المحافظة على نقص في السعرات الحرارية بنسبة ٣٥٪ أو أقل. عند تناول سعرات حرارية أقل مما يحتاجه الجسم للمحافظة على وزنك (أي الاستمرار بتناول مقدار ضئيل من السعرات الحرارية) سوف تخسر من وزنك. ومع ذلك، إذا كانت نسبة النقص في السعرات الحرارية أكثر من ٣٥٪ فستزيد فرصة شعورك بالجوع، وتبطئ معدلات عمليات الأيض لديك، بالاضافة إلى زيادة فرصة استعادة الوزن الذي فقدته.
- اعمل على خسارة الوزن بمعدل فقدان 0.5 – 1 كيلو، إذ تشير الأبحاث الحالية إلى أن هذا هو المعدل الذهبي لفقدان الوزن بشكل صحي. وذلك لأنه يزيد من فرصة التخلص من الوزن لفترة زمنية طويلة دون المعاناة من الحرمان والجوع.
- تناول كمية كافية من البروتين. حتى إن لم تكن ترفع الأثقال، يعد تناول كمية كافية من البروتين عنصرًا أساسيًا في نجاح حمية الكيتو. عندما تأخذ كفايتك من البروتين، ستقلل من مستوى شعورك بالجوع، وستحرق سعرات حرارية أكثر، وستحافظ على الكتلة العضلية لديك، وجميعها سيساعدك على إنقاص وزنك وإعطائك مظهر وشعور صحي أكثر.
من أبسط الطرق لمعرفة مقدار ما تحتاج تناوله من أطعمة لاتباع حمية الكيتو استخدام حاسبة الكيتو الخاصة.
ومع ذلك، في حال كنت تلبي احتياجاتك من السعرات الحرارية والبروتينات بدقة تامة، قد تعاني من نقص في عناصر غذائية محددة ضرورية للحفاظ على الصحة العامة أثناء خسارة الوزن. دعنا نلقي نظرة فاحصة على هذه العناصر الغذائية في القسم التالي.
كيفية تلبية احتياجاتك الخاصة من الفيتامينات والمعادن في حمية الكيتونات لتحسين الصحة العامة
على الرغم من أن النظام الكيتوني يعمل على الحد من الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والتي تُعد بمثابة مصدر جيد للحصول على الفيتامينات والمعادن، إلا أنه من السهل نسبيًا تلبية احتياجاتنا من المغذيات الدقيقة الموجودة في الأطعمة التي تتماشى مع حمية الكيتو. ,كما هو الحال في أي نظام غذائي آخر، ذلك يتم عن طريق الحصول على مجموعة متنوعة من الأطعمة الكاملة المختلفة. يجدر الإشارة إلى أن تناول الأطعمة ذاتها مرارًا وتكرارًا يعرضك لخطر النقص في العناصر الغذائية الموجودة في الأطعمة الأخرى.
لذلك احرص على تناول مجموعة متنوعة من الاطعمة التي تلائم حمية الكيتو مثل اللحوم والدواجن والمأكولات البحرية ومنتجات الألبان والبيض والخضار أثناء اتباعك لها. بعض الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من المغذيات الدقيقة هي البيض والخضروات منخفضة الكربوهيدرات والمأكولات البحرية واللحوم العضوية مثل كبد البقر.
إذا كنت تسعى إلى مزيد من الدقة والحرص في تناولك للفيتامينات والمعادن، إليك بعض العناصر الغذائية الأكثر شيوعًا التي يريد أن يحصل عليها متبعو حمية الكيتو:

- البيوتين. يمكنك زيادة استهلاك البيوتين عن طريق تناول منتجات الألبان الغنية بالدهون والكربوهيدرات واللحوم والدواجن والمكسرات والخضروات الورقية الخضراء.
- اليود. يمكنك تلبية احتياجاتك من اليود عن طريق استهلاك أطعمة ملائمة لحمية الكيتو مثل الأعشاب البحرية والمحار والأسماك الدهنية.
- البوتاسيوم. يمكنك زيادة استهلاك البوتاسيوم عن طريق تناول أطعمة ملائمة لحمية الكيتو مثل الخضروات الورقية الخضراء والبندورة والأفوكادو والمكسرات.
- المغنيسيوم. يمكنك زيادة استهلاك المغنيسيوم عن طريق تناول الخضروات الورقية الخضراء والمكسرات والأفوكادو واللحوم.
- الصوديوم. يمكنك تلبية احتياجاتك من الصوديوم عن طريق زيادة ملح الطعام والأطعمة المخمرة والأسماك والمحار و/أو تناول الأعشاب البحرية.
- فيتامين هـ. يمكنك الحصول على فيتامين هـ عن طريق تناول أطعمة ملائمة لحمية الكيتو مثل المكسرات والأفوكادو والخضروات الورقية الخضراء واللحوم العضوية من مثل كبد البقر والدجاج.
- فيتامين د. يمكنك الحصول على فيتامين د عن طريق تناول الأسماك الدهنية والبيض واللحوم العضوية و/أو زيت كبد سمك القد. (بالإضافة إلى التعرض لأشعة الشمس.)
لمزيد من المعلومات حول كيفية تلبية احتياجاتك من الفيتامينات والمعادن أثناء اتباعك حمية الكيتو، راجع هذا المقال الذي يتناول المغذيات الدقيقة.
بالاضافة لما قيل سابقًا، طالما أنك تتناول مجموعة من الأطعمة تلائم حمية الكيتو على مدار الأسبوع، فأنت على الارجح تلبي جميع احتياجاتك من المغذيات الدقيقة. ننصحك بتناول الكمية الصحيحة من المغذيات الدقيقة والمغذيات الكبرى وهذا يضعك على المسار الصحيح للحصول على النتائج المرجوة. ومع ذلك، رغم اتباعك نظام الكيتو الغذائي بشكل صحيح، قد تواجه مسائل أخرى يمكن أن تحول ما تعتقده أنه نظام صحي إلى نظام ضار بالصحة.
كيف تعرف ما إذا كانت الحمية الكيتونية تحسن من صحتك العامة

كما هو الحال مع معظم الانظمة الغذائية، تكون حمية الكيتو صعبة في بدايتها، ولكنك ستتأقلم معها مع مرور الوقت، وبعد أن تتجاوز مرحلة انفلونزا الكيتو (الأعراض الشبيهة بالانفلونزا التي قد تواجهها عند البدء بتخفيض استهلاك الكربوهيدرات)، ستلاحظ أنك دخلت في مرحلة الحصول على فوائد اتباع الحمية الكيتونية.
على سبيل المثال، تشير الدراسات إلى أن الحمية الكيتونية تساعد في تحسين الوظائف الإدراكية، وتعزز من مستويات الطاقة، وتحسن المؤشرات الحيوية الرئيسية مثل مستويات الكوليسترول ونسبة السكر في الدم، وزيوت الجليسيردات الثلاثية، وضغط الدم. بالإضافة الى أنها تحسن من الحالة المزاجية وخسارة الوزن بوتيرة ثابتة، كما ذكر في العديد من قصص النجاح. ومع ذلك، هذا ليس هو الحال بالنسبة للجميع.
نظرًا للتغيرات الرئيسية التي تنتج عن اتباع النظام الكيتوني في جميع أنحاء الجسم ومدى اختلافه بشكل ملحوظ عن الأنماط الغذائية النموذجية، قد لا تكون نتائج النظام الغذائي الكيتوني مطابقة لما تشير إليه بعض الدراسات البحثية وقصص النجاح.
لذلك، كيف يمكنك أن تتأكد ما إذا كانت حمية الكيتو جيدة لصحتك العامة ؟
بداية راقب جسمك واحساسك بعد اتباع الحمية الكيتونية لمدة شهرين. ثم اسأل نفسك: ما هو شعورك عندك التفكير بالالتزام بهذا النمط الغذائي لمدة ثلاثة أشهر أو ستة أشهر أو 24 شهر، هل تشعر بالإرهاق والحرمان أو الحماس والجاهزية ؟
إذا كان النظام الغذائي الكيتوني يمثل معركة شاقة ومستمرة بالنسبة لك تتطلب قوة إرادة كبيرة، فمن الأفضل إجراء تعديلات على نمط الحياة لتصل إلى أهدافك دون الحاجة إلى المعاناة. (يجب ان تكون عملية خسارة الوزن عملية سلسلة وغير مضنية.)
تذكر أن العامل الرئيسي لخسارة الوزن ليس الحد من الكربوهيدرات أو اتباع الحمية الكيتونية فحسب، بل تخفيض السعرات الحرارية المستهلكة، ولمساعدتك على القيام بذلك، جرب إجراء تعديلات على نمطك الغذائي بحيث تتناول طعامًا أقل بشكل طبيعي مع أدنى حد من الجهد.
إليك بعض الأمثلة على التغييرات التي يمكنك إجراؤها:
- استخدم أطباق صغيرة الحجم
- تخلص من جميع الأطعمة غير الصحية في المنزل وتجنب شرائها مرة أخرى
- احرص على توفير خيارات صحية في متناول يدك، لكي لا تلجا إلى الحصول على الأطعمة غير الصحية عند الحاجة
- قم بزيادة مستويات نشاطك على مدار اليوم (على سبيل المثال، استخدم مكتبً مرتفع للعمل وأنت واقف، أو تمشى من فترة لأخرى، أو مارس تمارين التمدد، أو خذ فترات راحة ومارس الرقص)
- تتبع السعرات الحرارية التي تستهلكها باستخدام تطبيق تتبع السعرات الحرارية
- احرص على التزود بوجبات خفيفة صحية أثناء تواجدك خارج المنزل لكي لا تضطر الى شراء أطعمة غير صحية عند الشعور بالجوع
- حاول التخلي عن وجبة الإفطار (الصوم المتقطع)
يوجد عدد كبير من الحيل التي يمكنك استخدامها لجعل عملية خسارة الوزن عملية سهلة. اختر منها ما يتناسب مع نمط حياتك وتحقق من ما إذا كانت تساعدك على تحقيق أهدافك. ومع ذلك، ضع في اعتبارك أنه حتى لو كنت تشعر براحة كبيرة وتحب أسلوبك الغذائي الجديد، فهناك احتمالية أن يسبب اتباعك النظام الغذائي الكيتوني ضررًا لبعض جوانب صحتك، وهنا بلا شك يأتي دور الاختبار الموضوعي للتحقق مما إذا كان نظامك الغذائي مناسبًا لك.
ينطوي الاختبار الموضوعي على مجموعة من فحوصات دم روتينية أو أية اختبارات أخرى ذات صلة بحالتك الصحية. على سبيل المثال، يعطيك فحص الدم هذا فرصة لمعرفة ما إذا كان النظام الكيتوني يساعد أو يؤثر سلبًا على مستويات الكوليسترول وزيوت الجليسيردات الثلاثية لديك.
على الرغم من أن العديد من الدراسات قد أظهرت أن حمية الكيتو قد لعبت دورًا في تحسين صحة القلب، لكن قد يزيد هذا النظام من خطر الإصابة بأمراض القلب لدى بعض الأشخاص، وخاصة أولئك الذين لديهم نسب عالية من الكوليسترول الوراثي، وذلك مع ارتفاع معدل استهلاكهم للدهون. لذلك يعد الاختبار الموضوعي جزءًا مهمًا في تحديد مدى فاعلية نظامك الغذائي.
إذا وجدت أن النظام الغذائي مرتفع الدهون منخفض الكربوهيدرات يؤثر عليك سلبًا كما تشير العلامات الحيوية لديك، فلا داعي للقلق. جرب اتباع نظام غذائي متكامل مثل حمية باليو أو حمية البحر المتوسط، واستخدم المبادئ الموجودة في هذا المقال لمساعدتك في الحفاظ على استهلاك كمية أقل من السعرات الحرارية وتلبية احتياجاتك من المغذيات الدقيقة وتحسين صحتك العامة في نفس الوقت. (بالنسبة لأولئك الذين يرغبون في معرفة المزيد عن الكيتونات وكيف تؤثر على مستويات الكوليسترول في الدم، راجع مقالنا حول هذا الموضوع لمزيد من المعلومات.)
على العموم، طالما أنك تحقق النتائج التي تريدها، وتلبي احتياجاتك الغذائية، وتشعر بالصحة والنشاط، وكذلك مؤشراتك الحيوية جيدة، فأنت في الغالب تتبع نظامًا غذائيًا صحيًا مناسبا لك، على الأقل على المدى القريب. من أجل تحويل نظامك الغذائي المؤقت إلى نمط حياة جديد، قد تحتاج إلى إجراء بعض التغييرات الأخرى.
اتباع حمية الكيتو طويلة الأمد- تحويل نجاحك على المدى القصير إلى نمط حياة جديد

بعد قراءة الأقسام الثلاثة السابقة، ستكون قادرًا على وضع خطة نظام غذائي كيتوني مناسب لك على المدى القريب. وباتباع تلك المبادئ والاقتراحات، سوف تزيد بشكل كبير احتمالية الحصول على النتائج التي تريدها لحياة صحية.
ومع ذلك، لا تزال هناك عقبة أخيرة تلوح في الأفق: وهي الحفاظ على نتائجك وصحتك ونشاطك على الداوم. قد تكون أعملت إرادتك وحصلت على جسمك المثالي، ولكن هل تعتقد أنه يمكنك الحفاظ على نمط الغذاء هذا إلى أجل غير مسمى؟
إذا كانت الإجابة “لا”، فابدأ بالتخطيط للمستقبل.
بداية فكر في كيفية تغيير بيئة طعامك وأسلوب حياتك وعاداتك الغذائية بحيث تتبع نظامًا غذائيًا صحيًا دون الوقوع في فخ عاداتك الغذائية القديمة غير الصحية. يوجد العديد من الاستراتيجيات التي يمكنك استخدامها لجعل نظامك الغذائي الصحي اسلوب ونمط حياة جديدة، بما في ذلك التعديلات التي تعلمتها في القسم الأخير. جل ما يتطلبه الأمر القيام ببعض التجارب، وخلق الوعي بالذات، وتطبيق مبادئ النظام الغذائي التي عرفناها سابقًا لمعرفة الطريقة الأفضل بالنسبة لك.
الخلاصة – هل حمية الكيتو صحية أم ضارة لك؟
يمكن أن تساعد حمية الكيتو في علاج بعض الحالات وتسريع عملية إنقاص الوزن بطريقة صحية، ولكنها قد تكون ضارة ويصعب على البعض الآخر اتباعها.
لضمان أن تكون حمية الكيتو صحية وفعالة، اتبع ما يلي من المبادئ الصحية:
- تناول القدر المناسب من السعرات الحرارية والبروتين لتحقيق أهدافك.
- احصل على معظم السعرات الحرارية من الأطعمة الغنية بالمغذيات الدقيقة.
- تأكد من أن يحسن نظامك الغذائي صحتك العامة بشكل موضوعي وشخصي.
قم بإجراء تعديلات على عاداتك الغذائية لتجعل من الحمية نمط حياة طويل الأمد ويمكنك اتباعه إلى أجل غير مسمى. من خلال تطبيق هذه المبادئ الأربعة وإجراء التعديلات المناسبة، تكون قد خطوت أول خطوة في بداية طريقك لوضع خطة نظام غذائي صحية لك في الوقت الراهن والمستقبل.
اترك تعليقاً